حادث الطائرة المصرية كارثة سياحية

السياحة المصرية

السياحة المصرية

الأحد,22 مايو 2016
إعداد: عبد الرحمان الحاج

في الوقت الذي لا يزال فيه المسئولون المصريون ونظراؤهم الفرنسيون يبحثون فيه عن أسباب تحطم طائرة مصر للطيران التي اختفت وعلى متنها 66  شخصا وهي في طريقها  من باريس إلى القاهرة، تقيم الأسر المكلومة الحداد على ضحايا المفقودين في وقت تفكر فيه القاهرة في كيفية تجاوز تداعيات الحادث.
 
 هكذا استهل موقع ماركيت ووتش الأمريكي تقريره الذي سلط فيه الضوء على التداعيات الكارثية المحتملة لحادث الطائرة الأخير على صناعة السياحة المصرية التي تكافح للخروج من النفق المظلم الذي دخلته في اعقاب ثورة الـ 25 من يناير 2011 وما تلاها من اضطرابات سياسية وأعمال عنف ساهمت في تراجع أعداد السياح الوافدين إلى مصر.
 
وقال التقرير يرتبط 11% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر بقطاع السياحة الذي يعاني الأَمَرّين جراء الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ ثورة الـ 25 من يناير 2011، وما تخلل تلك الفترة من تغيير في الحكومات ووقوع كارثتي طيران على فترات متقاربة نسبيا.
 
وقال محمد الفولي الذي يدير شركة " ماتيجي" للسياحة والسفر  في القاهرة: "ما إن تستطيع إقناع السياح بالمجيء إلى مصر، يصبح من الصعب جدًا تهيئة مناخ يساعدهم على قضاء وقت ممتع."
 
وأضاف الفولي: "عندما تذهب إلى مكان يعج عادة بالأشخاص من كل أنحاء العالم، عندما تذهب هناك وتجد أن غرفتك في الفندق هي الوحيدة المشغولة، فهذا أمر محبط للغاية."
 
وذكرت هيلين مارانو التي تعمل في مجلس السياحة والسفر العالمي، منظمة تنظر إلى التأثيرات الاقتصادية للسياحة العالمية، أن مصر، ومنذ ثورة الـ 25 من يناير ، قد فقدت زهاء 30% من السياحة الوافدة إليها.
 
وأوضحت مارانو: "يساهم قطاع السياحة بـ 11% من سوق التوظيف المصري، أو ما يعادل 2.6 مليون شخصًا يعملون في تلك الصناعة الحيوية- ولذا فإنها تمثل شريانًا رئيسيًا للتعافي الاقتصادي."
 
وأشارت إلى أنّه وبالرغم من أنَّ السياحة العالمية تظهر أداءً جيدًا،  تراجع النشاط السياحي في مصر بنسبة 50% تقريبًا في أول شهرين من العام الحالي.
 
وتابعت: "نرى مرونة مستمرة في تلك الصناعة، لكن في حالة مصر، تنخلع قلوبنا... من رؤية مقصدًا سياحيًا هاما يتعرض لتلك الأزمات خلال فترة زمنية وجيزة."
 
من جهته، ذكر ستيفن كوك، الباحث بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية والذي وصل إلى مصر الأربعاء الماضي على نفس الطائرة التي تحطمت فجر الخميس: "بمجرد وصولي ورؤية أصدقائي، أخبروني أنهم يشعرون بالتفاؤل من عودة السياح إلى مصر."
 
وتابع: "بعد ذلك، وفي غضن سويعات قليلة، تفاجأنا بتلك المأساة التي دفعت نفس الأشخاص إلى القول إنهم يتوقعون استمرار المعاناة، على أحسن الفروض، داخل قطاع السياحة."
 
وأشار كوك إلى أنه وفي ظل تناقص الاحتياطي الأجنبي المصري، وغلق أكثر من 100 فندقًا وشطب آلاف الوظائف، تحتاج مصر وبصورة ماسة إلى موسم سياحي جيد هذا العام.
 
وأردف: "تداعيات الحادث ستستمر لبعض الوقت،" مؤكدًا "أنها ضربة أخرى، ولك أن تتساءل كم عدد الضربات الأخرى التي تستطيع أن تتحملها مصر."
 
ويعاني القطاع السياحي في مصر أصلاً من متاعب وركود غير مسبوقة بسبب الأحداث السابقة، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى أنَّ 346 ألفًا و500 سائح أجنبي زاروا مصر خلال شهر فبراير الماضي، مقارنة بــ640 ألفاً و200 زاروا البلاد خلال الشهر ذاته من العام الماضي، وهو ما يعني أن حركة السياحة إلى مصر هوت إلى النصف تقريبًا.
 
وكانت مصر قد استقبلت في العام 2010 أكثر من 15 مليون سائح أجنبي، لكن هذا الرقم انخفض إلى ما دون العشرة ملايين سائح خلال العام 2014. وفي العام 2015 تلقى القطاع السياحي المصري ضربة بسبب حادثة الطائرة الروسية، فيما يأتي حادث الطائرة المصرية الجديد ليشكل ضربة ثانية للقطاع.