درينكيو وأكبر منظومة كهوف نحتها البشر على مر التاريخ

درينكيو

درينكيو

درينكيو

درينكيو

الاثنين,09 يناير 2017
إعداد: عبد الرحمان الحاج

تقع البلدة الصغيرة التي تحمل اسم درينكيو ، على بعد 750 كيلومترا جنوب شرقي مدينة إسطنبول التركية ، وبالتحديد في منطقة كابادوكيا ، التابعة لمحافظة نوشهير.

وتحت سطح الأرض في تلك البلدة ، تقع أكبر منظومة كهوف نحتها البشر على مر التاريخ ، تلك التي تحمل كذلك اسم درينكيو ، وتشكل ما يبدو وأنه مدينة تركية سرية تقع في جوف الأرض ، وتتقاسم مع نظيرتها الأكثر تقليدية ، الواقعة على السطح ، ذات الاسم.

وقد كان لهذه العجيبة الأثرية الواقعة في منطقة الأناضول ، كل الكماليات التي يحظى بها أي مركز مزدهر لمدينة من المدن ، بما يحتوي عليه من مدارس وكنائس واسطبلات للخيول.

ولكن بدلا من أن تنتصب ساحات وأماكن التجمع في تلك المدينة فوق الأرض كالمعتاد ، فإنها حفرت في صخور بركانية ذات صلابة متوسطة أقرب إلى اللين ، على عمق يتراوح ما بين 60 إلى 85 مترا تحت سطح الأرض.

وقد شيد هذا المجمع من المباني المقامة تحت الأرض في الفترة ما بين القرنين السابع والثامن قبل الميلاد ، وذلك للاحتماء به من هجمات الجيوش المغيرة على تلك المنطقة.

ورغم أن هذه المنطقة صممت لكي تشكل مأوى مؤقتا ، فإن المرافق المتوافرة فيها كانت مثيرة للإعجاب ، فهناك نحو 600 بوابة تقع فوق الأرض ، لإتاحة الفرصة للدخول إلى المدينة القابعة في الأسفل ، وقرابة 15 ألف منفذ تهوية بدخول الهواء النقي.

فضلا عن العديد من الأقبية والأماكن المعدة لعصر العنب ، بهدف تصنيع النبيذ ، وكذلك شبكة معقدة من الممرات والأنفاق والدهاليز.

وكانت تلك المدينة ، متسعة إلى حد جعلها تأوي نحو 20 ألف نسمة ، مع ماشيتهم ومخازن الطعام الخاصة بهم.

وبالنظر إلى عمرها الضارب في أعماق التاريخ ، تبدو هذه المدينة الغريبة من نوعها في حالة متميزة في الوقت الراهن.

كما أن بوسع من يريد زيارتها الوصول إليها في إطار أيٍ من الجولات السياحية التي تقصدها بأعداد لا تحصى.

ولكن من الواجب نصح الزوار بأن استكشاف ذلك المجمع الهائل من الأنفاق ، سيتطلب منهم صعود وهبوط الكثير من الأدراج أو السلالم.