السياحة في سقف العالم أرض الغموض والأساطير

جبال التبت

جبال التبت

جبال التبت

جبال التبت

قصر بوتالا

قصر بوتالا

قصر بوتالا

قصر بوتالا

بحيرة ناموتسو

بحيرة ناموتسو

حديقة القرود

حديقة القرود

ماكاك بارك

ماكاك بارك

الياك

الياك

الأربعاء,12 أكتوبر 2016
إعداد: عبد الرحمان الحاج

بكين / جبال التبت في الصين لها طبيعتها الخاصة، فالبرد في الشتاء هو الأشد، والصيف أشد حرا من غيرها ن مناطق الصين.

يبلغ ارتفاع جبال التبت عن سطح البحر 4800 متر تقريبا، وهذا هو سبب انخفاض الضغط الجوي وقلة الأكسجين.

فإذا كنت في زيارة جبال التبت، فأنت تعيش مع سكان التبت الأصليين، وشعب يقدس الأساطير القديمة، وخاصة التي تحكي تاريخهم، ويختلط فيها البعد الديني والروحي والقومي والعرقي.

وتمتزج حضارتها القديمة التقليدية، مع التكنولوجيا الحديثة، وتجتمع متناقضات لتكون في النهاية صورة مدهشة لمنطقة طالما غلفها الغموض، وجذب سحر طبيعتها أناسا من جميع أنحاء العالم.

البيوت التقليدية هناك تتكون من طابقين مبنيين بالطوب كبير الحجم أو الحجر المنحوت من الجبال.

هذا إلى جانب استراتيجية تنفذها الحكومة الصينية لتنمية المنطقة، باستخدام أحدث تكنولوجيا لشق الطرق والسكك الحديدية، لتربطها مع المناطق المختلفة.

وعند زيارتك لقصر "بوتالا" وسط العاصمة التبتية، لاسا، فيكنك دخول قاعات مقابر الدالاي لاما، التي يتم فيها تحنيط جثامين الدالاي لاما بعد موتهم، بناءا على تعليمات العقيدة التبتية، التي ترى أن الحياة الثانية هي الحياة الخالدة، وبالتالى كانوا يحفظون جسد الدالاي حتى يصل إلى الحياة الثانية ويظل باقيا بلا فناء.

ويكنك زيارة التلال المحيطة ببحيرة "ناموتسو" المقدسة عند التبتيين، والتي يعني اسمها في لغتهم "بحيرة السماء"، حيث تقع فوق قمم الجبال، ويحجون إليها لإقامة الصلوات حولها.

تختلط الحقيقة بالأسطورة في نسج فصول تاريخ التبت، لكن الثابت أن زواج ملك التبت سونج تسان قان بو، من الأميرة ونتشينج، ابنة الإمبراطور لى شى مين، من أسرة تانغ الملكية، عام 604م، كان أول توثيق للعلاقات بين الصين والتبت، وأن الأميرة الجميلة حملت إلى التبت أنواعا جديدة من بذور المحاصيل، وعلمت التبتيين كيف يزرعونها، كما جلبت حيوانات لم يكونوا يعرفونها.

هذه القصة يتم تقديمها فى عمل مسرحى ملحمى بالتبت، يعرض على مسرح مفتوح فى حضن الجبال، ويشارك فيه آلاف الممثلين، وتستخدم الديكورات الضخمة والأضواء المبهرة، ليقدم الرواية كما لو كانت واقعا حيا، لدرجة أن مخرج العرض يستعين بمئات الحيوانات من خيول وأبقار وماعز وأغنام، والتي تظهر على خشبة المسرح خلال العرض الذي يستغرق ساعة ونصف، ويتم تقديمه باللغة التبتية مصحوبا بترجمة للإنجليزية والصينية على شاشتين عملاقتين يستطيع الجمهور رؤيتهما بوضوح.

وهنا مشاهد مدهشة لا تراها إلا في التبت، ومن الصعب أن تتكرر في أي مكان آخر، فحديقة "ماكاك بارك" أو حديقة القرود، واحدة من قصص التبت الفريدة، فهذه الحديقة المفتوحة للقرود لم تخطط أي جهة لإنشائها، ولعبت الصدفة دورا كبيرا في ظهورها، لتصبح أحد أهم المزارات في جزء جبالا الهيمالايا الواقع بالتبت، وتحديدا بالقرب من مدينة "جونجبو تياندا" التى تستغرق الرحلة إليها 7 ساعات بالسيارة من مدينة لاسا عاصمة التبت، وهو ما دفع بعض السكان المحليين للشروع في إنشاء بعض المباني مثل المطاعم والكافيتريات لخدمة الزوار، ولتحقيق بعض الأرباح المادية.

وستجد حيوان "الياك" وه الحيوان الأشهر فى التبت، والأكثر ارتباطا بالحياة اليومية للسكان المحليين، فهو أشبه بالجوكر الصالح لكل شيء، ويشبه ثور البقر، حيث إنه من فصيلة البقريات، لكنه يتميز عنها بوجود فرو أو صوف كثيف أسفل البطن وعلى الساقين، يستخدمه السكان المحليون، في جذب السياح لركوبه، لالتقاط الصور، أو لأخذ جوله قصيرة به، فأصبح الياك يدر دخلا على صاحبه من السياحة، تماما مثل الحصان.

وتتميز التبت بمأكولاتها التي تختلف عن غيرها من الأماكن، وتعتمد اعتمادا كليا على منتجات الطبيعة بها من خضراوات وفواكه وفطر ولحوم الياك وغيره من الحيوانات التي تعيش بالتبت، وهنال طرق طهي خاصة لإعداد الأطعمة من بينها القدر الحجرى الكبير الذي يوضع وسط كل طاولة في المطاعم، وتحته موقد غاز قوي، ليقوم الزبائن بطهي مأكولاتهم بأنفسهم، ويقف دور العاملين في المطعم عند غسل الخضروات أو تحضير اللحوم ووضعها على الطاولة نيئة.

أما عند زيارة قصر بوتالا المقدس، مقر الدالاي لاما، الذي يقع وسط العاصمة لاسا، والمكون من مجموعة قصور، وهو أحد أشهر المناطق الأثرية والمزارات السياحية فى التبت.