مسجد "الحسن الثاني" طراز مستوحى من العمارة الإسلامية

مسجد الحسن الثاني

مسجد الحسن الثاني

مسجد الحسن الثاني

مسجد الحسن الثاني

مسجد الحسن الثاني

مسجد الحسن الثاني

مسجد الحسن الثاني

مسجد الحسن الثاني

مسجد الحسن الثاني

مسجد الحسن الثاني

الأحد,04 سبتمبر 2016
إعداد: عبد الرحمان الحاج

الرباط / لا تكتمل زيارة الدار البيضاء في المغرب، دون المرور على مسجد "الحسن الثاني"، والاستمتاع بما صنعه الإنسان من تحفة معمارية تستلقي على ضفاف الأطلسي، ما يجعلها قبلة لأهل البلاد والأجانب طيلة أيام العام، والزائر لهذا المسجد الذي صممه المهندس الفرنسي ميشيل بينسو، ينبهر بعظمة بنائه الضخم، الذي أقيم على مساحة تقدر بـ9 هكتارات، جعلت منه أحد أكبر المساجد في العالم.

وبمجرد الاقتراب من المسجد، الذي بني الجزء الأكبر منه فوق الماء، تظهر تجليات الجمال والروح، حيث قبة المحراب، التي تجمع بين فن مغربي أصيل، ولمسة صانعين ماهرين، يختزل لوحة فنية في أبهى جماليتها، وأبواب مفتوحة على البحر تمتزج بين النحاس والتيطان "مادة لا تصدأ" عليها نقوشات قل نظيرها، وبحسب القائمين على المسجد، فإن نحو 300 ألف سائح أجنبي يزورون المكان سنويا، وهو ما ساهم في تحول المدينة إلى مكان سياحي بعدما كانت مدينة صناعية فقط.

والمسجد الذي بني في عهد الملك الراحل، الحسن الثاني، واستغرق بناؤه 6 أعوام، ابتداء من عام 1987م، مخصص لاستيعاب 25 ألف مصلٍ، بينما تستطيع باحته احتضان نحو 80 ألف مصل.

ويتميز المكان بتصميمه الفريد وزخارفه الرائعة المستوحاة من طراز العمارة العربية الأندلسية المغربية، حيث استخدم الصناع والحرفيون في بنائه مجموعة من المواد كالزليج والجبس وخشب الأرز، الذي يزين السقف المتحرك لقاعة الصلاة، وقد مزجوها مع مجموعة من التقنيات العصرية كالسطح التلقائي، الذي يفتح ويغلق بشكل أوتوماتيكي، إضافة إلى أشعة الليزر، التي تنبعث من أعلى المئذنة باتجاه القبلة، ويصل مداها إلى 30 كيلو متر.

ويقول عضو مؤسسة الحسن الثاني، في الدار البيضاء، عمر باشير، إن 300 ألف سائح أجنبي يزورون المسجد سنويا، بالإضافة إلى العدد الكبير من المغاربة الذين يأتون إلى هنا، ويضيف، إن الراحل الحسن الثاني، والد العاهل المغربي، محمد السادس، طلب من الصانعين خلال فترة بناء المسجد، تشكيل قبة على شكل وردة تسمى القبة الحسنية، وهو ما جعل أنامل أيديهم تبدع قبة لأول مرة بالبلاد، بعدما كانت فقط القبة الستينية، تتوفر على 60 تشكيلة.
ويوضح باشير، أن زخرفة المسجد مزينة عبر الهندسة العربية الأندلسية، وهو فن تطور في شمال أفريقيا والأندلس، حيث يمزج بين سحر الغرب وأصالة العرب.

والمكان المخصص للنساء، يقع في الطابق العلوي مقسم لجزئين من الجهة الشمالية والجنوبية، مصنوع من خشب المشربية "نوع من الخشب يعرف بالروشان" في حين الأبواب الست المخصص لهن للولوج إلى المسجد تقع أسفل الصومعة المرتفعة العلو، وجمال المكان لا يقل جمالا عن المخصص للرجال، وكأنهما وجهان لعملة واحدة.

أما جنبات المسجد فزينت من الزليج "الفسيفساء" والجبس، وحول ذلك يقول باشير، إنه تم اختيار هاتين المادتين على اعتبار أنهما صناعتين مغربيتين بامتياز، حيث يتم مزج الجبس ببياض البيض ومسحوق الرخام من أجل أن يكون أكثر صلابة وأكثر بياضا.

والطابق تحت الأرضي مخصص للوضوء، حيث توجد نحو 1400 نافورة و600 صنبور.

ووفق القائمين على المسجد، فإن أعمدة المكان المخصص للوضوء مصنوعة بطريقة "تدالاكت" تمتص الرطوبة، وتعتمد على خليط من الطين والجبر والصابون البلدي وصفار البيض، حيث الثريات التي توجد بهذه القاعة لم تصدأ بسبب هذه التقنية، وبحسب المنظمين فالأرضيّة مشيدة بالرخام، السقف يفتح في خمس دقائق بشكل أوتوماتيكي، ويزن 100 طن.

وتعمل مؤسسة الحسن الثاني، على توفير مرافقين للسياح للتعرف أكثر على المسجد الكبير الذي يشكل معلما ثقافيا ودينيا.

وبمحاذاة المسجد توجد مدرسة قرآنية ومتحف ومكتبة، لتكتل صورة روحية مكتملة الأركان.