مدينة منف الفرعونية بمصر تدخل العالمية

القرية الفرعونية بمصر

القرية الفرعونية بمصر

الثلاثاء,10 مايو 2016
إعداد: سهام عبد الشافي

سائح / مشروعات كبرى تبدأ خلال أيام لتكثيف البحث عن آثار منف القديمة، وهى أقدم مدينة في تاريخ مصر، حيث تبدأ البعثة الأثرية الأمريكية بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية بتطوير وتجديد موقع "مدينة مصر الأولي"، التي تقع في "ميت رهينة".

حاليا من خلال مجموعة من العلماء وخبراء الآثار لإعادة الحياة إلى أطلال عاصمة مصر القديمة، حيث تقدم الوكالة الأمريكية للتنمية منحة قيمتها مليون جنيه إسترليني، وتشمل أعمال التطوير البوابات والأعمدة والجدران والمعبد الكبير، بالمدينة التي يرجع تاريخها إلى نحو 5 آلاف عام، والمسجل ضمن التراث العالمي لليونسكو.

كما تتولى البعثة الروسية أعمال الحفائر في تل العزيز "تل طومان" للكشف عن القصور القديمة وهى من الطوب اللبن، حيث يستمر المشروع مدة عامين، بينما تبادر جامعة يورك الكندية بتقديم خطة أثرية لتنمية المنطقة أثريا وحضاريا.

إبراهيم رفعت، مدير آثار ميت رهينة أو "منف" القديمة، أكد أن هناك فريقا من الأثريين، ينظمون برنامجا تدريبيا للكشف عن التراث المطمور، حيث إن موقع منف مهم، وأن المشروعات القائمة به ستجعله وجهة ثقافية عالمية، ذات أهمية كبيرة، لأن الآثار الموجودة والمدفونة على مر العصور لا تقل أهمية عن المعابد الموجودة بالأقصر، من الناحية السياسية والدينية والاقتصادية، خاصة أن معبد "الإله بتاح" يعد واحدا من المعابد التي بنيت في عصر الدولة الحديثة.

وهذا المشروع في مرحلته الأولى يهدف لتطوير شامل من خلال إعداد ممرات للزيارة، وإعداد الطرق بالمنطقة، وكذلك فتح معبد التحنيط، ومعبد حتحور، ومقصورة سيتي الأول، والكشف عن تاريخ القصور المدفونة في تل العزيز الذي يعتقد البعض أن به قصر وسجن سيدنا يوسف عليه السلام، ولكن لم يحسم هذا أثريا، إضافة للكشف عن نحو 15 موقعا أثريا بالمنطقة، مما يجعلها من أفضل مناطق الزيارة الأثرية في مصر خلال السنوات القليلة القادمة محليا وعالميا، والتعرف على أهم المواقع في مصر، وإبراز أهميتها العالمية للتاريخ والبشرية، كما شمل التطوير المتحف الوحيد في المنطقة بعمل لوحات جديدة، وإدخال قطع أثرية للعرض، ورفع كفاءة الخدمة.

أقدم عاصمة في التاريخ
وقال إن أهمية ميت رهينة أو مدينة منف ترجع إلى أنها أول عاصمة ومدينة في تاريخ مصر، فاكتسبت أهمية خاصة في الحفاظ على التراث القومي المصري منذ أن اتخذها مينا موحد القطرين عاصمة لمصر, وبرغم تلك الأهمية القصوى للمدينة، وما تحمله من آثار يندر وجودها في أماكن أخري، فإن المنطقة كلها عانت مشكلات متضخمة نتيجة إهمال معظم آثارها، والتركيز على أهرامات الجيزة دون الاهتمام بأصل وبدايات الحضارة في منف العاصمة.

الجدار الأبيض
منف أو منفر أو ممفيس، مدينة مصرية قديمة من ضمن مواقع التراث العالمي, أسسها في عام 3200 قبل الميلاد الملك نارمر، وكانت عاصمة لمصر في عصر الدولة القديمة "الأسرات 3-6" وكانت فيها عبادة الإله بتاح، ومكانها الحالي بالقرب من منطقة سقارة على بعد 19 كيلومترا جنوب القاهرة، وعرفت باسم "الجدار الأبيض" حتى القرن السادس والعشرين قبل الميلاد إلى أن أطلق عليها المصريون اسم من نفر، وهو الاسم الذي حرفه الإغريق فصار "ممفيس" ثم أطلق العرب عليها منف.
وأشار إلى أن قرية ميت رهينة أو منف القديمة أصابها إهمال لمدة طويلة وطال الآثار بها أضرار شديدة مثل معبد بتاح، وهو واحد من أهم المعابد المصرية القديمة الذي أصبح يعانى من الإهمال، لذلك وضعت خطة تطوير المنطقة بالكامل لننهص بالآثار بها لإنقاذ ما يمكن من الآثار، حيث لا يوجد بالمتحف سوى 3 تماثيل لرمسيس الثاني وآخر لأبى الهول وبعض الآثار.

ويتميز المتحف بوجود تمثال ضخم لرمسيس وزنه نحو مائة طن، وطوله حتى أعلى مسافة نحو 10 أمتار ويرجع للأسرة 19, ويتميز تمثال أبو الهول بأنه من حجر المرمر, ويمكن مضاعفة أعداد السياح مع تطوير المنطقة وتوفير الخدمات السياحية المختلفة، فهناك معبد الإله بتاح الذي يحتاج إلى إعادة بناء، أو رفع أحجاره المتناثرة حتى القاعدة، كما يوجد مشكلة ارتفاع المياه أسفل المعبد، والتي تغطى بعض الأحجار، مما يمثل خطرا حقيقيا على تكوينها أو مدة عمرها, ويصعب معه إقامة المعبد أو رفع أحجاره، وهى مشكلة تواجه المعبد في فترة الشتاء أو بعد الصيف بسبب توافر المياه وقرب نهر النيل من المنطقة، وهناك أيضا معبد حتحور الذي ترتفع فيه نسبة الرطوبة وبه بعض التماثيل في منطقة منخفضة للغاية، ومعبد التحنيط الذي يحتاج لإقامة جميع أحجاره من جديد لإعادة المعبد إلى ما كان عليه.