بعلبك صيف ومهرجانات وأمن سياحي

الخميس,16 يونيو 2016
إعداد: عبد الرحمان الحاج


بيروت / الواصل الى بعلبك هذه الأيام لابد أن تستوقفه الحركة الناشطة بالقرب من القلعة الأثرية وفي داخلها خصوصا أن المدينة بدأت تتحضر لاستقبال العيد الستين لتأسيس مهرجاناتها الدولية التي انطلقت رسميا في العام 1956م، ولهذه المناسبة قالت رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية نايله دوفريج، كان لابد من برنامج منوع وليالي اضافية تضيئ سماء بعلبك وتعيد جمهور القلعة العريق الى سنوات العز في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

لا يختلف اثنان إن قلنا إن برنامج مهرجانات بعلبك الدولية هذا العام هو من بين الأوائل حتى لا نقول الاول ولا نخفي سرا إن قلنا أيضا إن هذا الامر أربك بعض الشئ لجان المهرجانات الأخرى التي لم تكن تتوقع أن يكون برنامج مدينة الشمس بهذه الضخامة وعلى هذا القدر من التنوع خصوصا أنه سيجمع اجيالا عرفت بعلبك في الماضي وجيل سيأتي ربما للمرة الاولى هذا العام لمشاهدة النجم العالمي ميكا الذي يتمتع بجمهور واسع بين الشباب اللبناني خصوصا بعد مشاركته في البرنامج العالمي ذو فويس.

أما للبنان وفنه وتراثه ليلة ستكون من ألف لليلة وليلة اذ أن ادراج معبد باخوس ستفتح ذراعيها لاستقبال أولاد البلد أي فرقة كركلا العائدة من جولة عالمية لتحط رحالها في مهدها في عرض مبهر تحت عنوان "على طريق الحرير" والذي سيضم اضافة الى اللوحات الراقصة نجوما كبار كانت لهم وقفاتهم في بعلبك، وعلى رأسهم الفنان جوزف عازار، والسيدة هدى حداد، التي اشتاق إليها جمهورها خصوصا أن أخر إطلالة لها في بعلبك كانت في أوبريت الضيعة، مع فرقة كركلا في العام 2009م ويومها غنت الى جانب الراحل الكبير وديع الصافي، الذي أرادت فرقة كركلا تكريمه.

كما أن ليالي المهرجانات هذا العام ستستضيف محبي الشعر والأدب العربي، اذ أن المطربة عبير نعمة ستعيد قصائد المتنبي فيما ستلهب نجمة مصر الأولى شيرين عبد الوهاب، المدرجات بأغنياتها المصرية المحببة وحتما ستستقطب جمهورا واسعا من الشباب الذي يعشق أغنياتها.

هذا في داخل القلعة وفي مكتب المهرجانات في بيروت، أما في الخارج فهناك ايضا تحضيرات من نوع اخر يديرها ويشرف عليها محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، الذي اكد أن الأمن الذي استطعنا أن نفرضه في العام الماضي سنستكمله هذا العام خصوصا أننا بدأنا بعقد اجتماعات مكثفة لمجلس الأمن الفرعي ونؤكد لكل الوافدين الى بعلبك أن المدينة آمنة مئة في المئة والفنادق والمطاعم على أهبة الاستعداد لاستقبال روادها.

وأضاف، كما أدعو جميع الوافدين الى المهرجانات أن يستفيدوا من هذه الزيارة ويقوموا برحلة بيئية في منطقة تختزن الكثير من الثروات الطبيعية ولعل أبرزها نهر العاصي وبركة اليمونة إضافة الى السياحة الدينية المتمثلة بمقام السيدة خولا عند المدخل الحنوبي لمدينة بعلبك ومزار سيدة بشوات ومغارة مار مارون.

وقال، بعلبك في أيام المهرجانات ستكون من أكثر المناطق أمنا وأهل المنطقة والفعاليات السياسية والاجتماعية في المدينة معنا وتدعمنا لتعود منطقة بعلبك الهرمل المنطقة السياحية الاولى في لبنان، علما بأننا لا زلنا ننتظر عناية أكبر من الدولة اللبنانية لإنماء المنطقة خصوصا أننا من المؤمنين الى أبعد الحدود أن الانماء الحقيقي هو الذي يبعد شبح الخوف والأمن المتفلت.