اقبال كبير على فعاليات مهرجان تراث الإمارات
رأس الخيمة
وسط إقبال كبير من جانب الأسر الإماراتية والأطفال والشباب والمقيمة على ارض الدولة واصل مهرجان تراث الامارات ، الذي تنظمه وزارة الثقافة وتنمية المعرفة برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان مساء أمس فعالياته لليوم الثاني على التوالي في راس الخيمة تحت شعار ( الألعاب الشعبية.. ذاكرة ووجدان ) ، والذي ضم العديد من الفعاليات والمسابقات والعروض التراثية التي تميزت بالتنافسية ، كما كرمت إدارة المهرجان ضيوف الشرف من الجمعية الدولية للألعاب الشعبية والتي شاركت بالمهرجان كما تم تكريم جمعيات الفنون الشعبية المشاركة في اليوم الثاني على دورهم البارز والمشاركة المتميز.
بدأ اليوم بتنظيم مجموعه من الالعاب الشعبية وكيفيه صناعاتها، تلاها العديد من المسابقات الثقافية والفعاليات التراثية وسط حضور جماهيري كبير من أهالي راس الخيمة والمهتمين بالتراث الذين تواجدوا بشكل مكثف على فترات متعددة، وهو ما كان له أثر واضح خلال فعاليات المهرجان، حيث أشعلت الجماهير المشجعة المنافسة بين المشاركين في المسابقات الثقافية والتراثية ، بجانب العديد من الفعاليات منها المقهى الشعبي ,والسوق و الطبخ الشعبي حرف يدوية رجال ونساء والعرض السينمائية ،بالإضافة لما يزيد عن 7 عروض لفرق الجمعيات الشعبية المشاركة قدم من خلالها عروض لفن العيالة وفن وليوا و هبان والدان وفن الحربية كما شاركت جاليات من جمهورية مصر العربية والاردن وفلسطين والسودان والعراق وسورية والهند وبكستان وبنغلاديش وتونس ولبنان ثم اختتم المهرجان فعاليات اليوم الثاني بفقرة المسابقات والجوائز والتي لاقت اقبال وتفاعل كبير من الجمهور .
بدورها أكدت سعادة عفراء الصابري وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، أن رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة لهذا الحدث الكبير كان له أبلغ الأثر في تكامل عناصره من أجل تقديم التراث الإماراتي بصورة شبه متكاملة وجاذبة للأجيال الجديدة، مشيرة إلى أن مهرجان تراث الإمارات والذي تنظمه الوزارة للعام الخامس يمثل مناسبة لاحتفاء الحضارات الإنسانية بمنجزها التراثي في كافة أشكاله التعبيرية التي تقف شاهدة على تكامل المجتمعات في الإيفاء بمتطلباتها، وفي إطار ذلك تقدم الامارات نموذجا تراثيا فريدا يجمع بين مفرداتها التاريخية والثقافية والمجتمعية، بما تحتضنه أراضيها من تراث وثقافة وشواهد معمارية تعطي مجالها البصري التنوع الجمالي الذي لا يملك أي مشاهد لها إلا ويصف ثراء مكونات دولة الامارات الثقافية والتراثية والتاريخية، ولذك يمثل يوم التراث العالمي محطة هامة للاحتفاء ولرفع مستوى الوعي والادراك من الجميع بأهمية المحافظة على القيم الاجتماعية والثقافية والتاريخية التي تقدم من خلال التراث الوطني.
وقالت الصابري إن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة تحرص على الاحتفال بالتراث في كل عام بشكل مختلف من خلال تنظيم مهرجان تراث الامارات والذي أصبح علامة بارزة في هذا الإطار، من أجل المحافظة على التراث الإماراتي الأصيل وتفعيله في مختلف المناسبات.
واضافت أن التراث في دولة الإمارات جزء أساسي من ثقافة المجتمع وأن عناصر هذا التراث كانت عاملا مهما في صياغة مجتمع الأمس ومصدرا لقوته وتعاضد وتماسك أفراده وبالتالي فإنه يستوجب إحياء عناصر الثقافة الشعبية أو الموروث لتعريف جيل اليوم بثقافة الأجداد وتعزيز روح الولاء والانتماء لديهم وتحصين المجتمع من العادات الغريبة والدخيلة القادمة من الخارج.
وأوضحت الصابري أن الفعاليات المختلفة التي يقدمها المهرجان تساهم بشكل فعال في تعزيز دور التراث الاماراتي في نفوس الأجيال الجديدة، وهو ما ظهر واضحاً في توافد أعداد كبيرة من الأهالي في إمارة رأس الخيمة ، وبخاصة من شريحة الشباب المترددين على جمعية شمل ، مشيرة إلى أن المهرجان مستمر في تقديم فعالياته المتنوعة الثقافية والتراثية بجانب العروض و المسابقات والمحاضرات التراثية للأهالي والجماهير حتى ختام المهرجان·
واشارت الصابري إلى أن المهرجان تضمن العديد من الفعاليات الشيقة التي لاقت إعجاب الجماهير وزوار المهرجان وساهمت بشكل واضح في جذب المئات من الأسر والأفراد يومياً، خاصة وأن اللجنة المنظمة حرصت على توفير جو أسري جميل للاستمتاع بهذه الاحتفالية.
كما أشاد عدد كبير من الجمهور بما يحتويه المهرجان من فعاليات تضم كافة المفردات التراثية المهمة بشكل لافت، كانت بمثابة عامل جذب للجمهور ، وأضافوا ان التجربة الإماراتية التي ترعاها وزارة الثقافة في حماية وتوثيق التراث، وتنظيم فعاليات ضخمة لكي تصل به إلى الجمهور تعد تجربة جديرة بالإشادة والاهتمام، مثمنين رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة لهذه الفعاليات يعد عاملا رئيسيا في نجاحها.
ضيوف شرف المهرجان يتحدثون
قال الخبير التراثي الفرنسي دومنيك لوبجوى رئيس الجمعية الدولية للألعاب الشعبية وضيف شرف المهرجان إنه منبهر بوجود كل هذه المفردات التراثية والألعاب الشعبية في مكان واحد مؤكدا ان هناك عددا من هذه الألعاب يتطابق تماما مع بعض الألعاب الشعبية في فرنسا وهو ما يؤكد على وحدة التراث الإنساني مهما اختلفت البيئات والثقافات، معبرا عن تقديره لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة التي حرصت على أن يكون المهرجان عيدا حقيقيا للألعاب الشعبية الى جانب المفردات الأخرى من التراث.
وعن الجمعية الدولية للألعاب الشعبية التي يترأسها أكد انها تضم دولا عديدة مثل فرنسا والسنغال والإمارات وتونس وغيرها وتهدف إلى ان تكون هذه الألعاب رسالة تدل على وحدة التاريخ الإنساني، بصرف النظر عن اختلافه من مكان إلى مكان فهي رسالة سلام ومحبة بين كافة شعوب العالم.
ومن جانبه أوضح الخبير التراثي التونسي محمد بن يونس أن دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول التي تولي التراث اهتماما بالغا وتحرص على كنوزه البشرة كحرصها على حمايته وحفظه وأرشفته للأجيال المقبلة، وهو الأمر الذي يجعل التراث ينبض بالحياة مع تعاقب الأجيال، مشيدا باختيار مكان المهرجان الذي هو كتلة فنية تراثية رائعة، كما أن شعار المهرجان يمثل على حد وصفه دليلا واضحا على قيمة الألعاب الشعبية كعنصر بارز من عناصر التراث.
وأضاف ان اهتمام وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بدعوة أكثر من 12 دولة لمشاركتها هذه الفعالية التراثية الإماراتية كان له أثره في ثراء المهرجان وتنوعه وفرصة لتعريف الجمهور بالتراث العالمي جنبا إلى جنب مع التراث الإماراتي وهذا هو غاية احتفالات دول العالم باليوم العالمي للتراث.
ومن جانبها أكدت الفنانة التشكيلية والباحثة التونسية جيهان محمد أن استعراض كافة الألعاب الشعبية الإماراتية في مكان واحد يمثل لوحة فنية رائعة الجمال ونابضة بالحركة، تغلفها معالم تاريخية من حيث الزي والأدوات، وتبرز جماليات هذه اللوحة عندما تكون في مهرجان للتراث بهذا الحجم، مشيرة إلى ان الإقبال الجماهيري الكبير على هذه الألعاب يدلل على إيمان الإنسان الإمارات بأهمية تراثه.
وعن اهم ما لفت نظرها في المهرجان اشارت إلى أن الاهتمام الكبير من الحكومة وكبار رجال الدولة يمثل حجر الزاوية في حماية تراث أي امة وهذا ما تتميز به الإمارات عن غيرها، إضافة إلى مشاهد لكبار السن وهو يستمتعون بمشاهدة ألعاب كانوا يمارسونها في الماضي، وكأنهم يستعيدون زمانهم.
نجوم الفن والإعلام في ضيافة التراث
حرصت الفنانة الإماراتية عائشة عبد الرحمن وعدد من الإعلاميين على مشاركة وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في احتفالاتها بمهرجان تراث الإمارات حيث تجولت في كل ركن بالمهرجان تنقل بالصوت والصورة وصفا لكل لعبة، وتحاول مشاركة القائمات على الحرف اليدوية وصناعة ادوات الألعاب الشعبية، كنوع من الترويج والتعريف بهذه الألعاب للجمهور الغفير الذي حضر الفعاليات.
وقالت عائشة عبد الرحمن إنها في غاية السعادة بحضورها هذا المهرجان الذي استعادة من خلاله أيام الطفولة الأولى والألعاب التي كانت رائجة في ذلك التوقيت مشيدة بدور وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في تنظيم كافة الفعاليات التراثية الذي يمثل المهرجان درة تاجها، مؤكدة ان حجم الإقبال على البرامج الكثيرة التي يقدمها المهرجان يعد احد أهم دلائل النجاح.
وأضافت أن محاولة بعث الالعاب الشعبية بتعليم الجمهور كيفية صناعتها تعد تجربة ناجحة حيث تفاعل معها الجمهور وحاول البعض صناعتها بنفسه مستخدما نفس الأدوات القديمة كما هو الحال مع ( البندقة والجمل ومرفع القران والكربة والقراحيف والعربانه وغيرها)، إضافة إلى الحرف اليدوية التراثية التي يمارسها الرجال والنساء على السواء، وضم المهرجان اعداد كبيرة منها ك (دق الحب، قلادة الحبال وصناعة الجربان والدباية والالياخ والكاجوجة وغيرها) وكلها مفردات تراثية يجب ان يتعرف عليها الأطفال والشباب، معبرة عن اعتزازها بالمشاركة في هذا الحدث الكبير.
متطوعون لنقل فعاليات المهرجان عبر مواقع التواصل الاجتماعي
وحضر المهرجان مجموعة من الشباب الذي استهوتهم مواقع التواصل الاجتماعي كمتطوعين للترويج لفعاليات مهرجان تراث الإمارات عبر كافة مواقع التواصل الاجتماعي بالكلمة والصورة والفيديو وهم سعيد العلوي وأحمد الصبحي وخالد الظاهري وحمود المقبالي وابراهيم ومحمد الرئيسي الذي حضروا من مدينة العين إلى راس الخيمة لنقل الفعاليات عبر مواقعهم ليستمتع بالمهرجان الذين لم يتمكنوا من الحضور إلى مقر جمعية شمل للفنون الشعبية.
وأكد سعيد العلوي أن فريقه يخوض هذه التجربة للمرة الثانية كمتطوعين مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة لإبراز تراث الإمارات وتاريخها وتقاليدها الاصيلة للجمهور داخل وخارج الدولة، مؤكدا أن هدفهم هو الاستفادة من إمكانات مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لثقافة وتراث الإمارات وما يحتويه من جماليات رائعة، مؤكدا أن شعار المهرجان هو الألعاب الشعبية حيث قدم المهرجان عشرات الألعاب التي لم يكن يعرف عددا كبيرا منها وكانت مشاركته فرصة للتعرف إليها ونقلها إلى جمهوره مؤكدا أن هناك أكثر من 25000 متابع له إضافة إلى المتابعين لزملائه من اعضاء الفريق، وان نقلهم لفعاليات التراث زاد من نسبة المتابعين، وهو أمر جيدا، متمنيا ان يصل بما لديه من صور وفيديوهات مختلفة عن تراث الدولة إلى العالمية.