قصر الصنوبر تحفة معمارية في قلب بيروت

 قصر الصنوبر بيروت

قصر الصنوبر بيروت

الأربعاء,21 سبتمبر 2016
إعداد: عبد الرحمان الحاج

بيروت / قصر الصنوبر تحفة معمارية، تبلغ مساحته 600 ألف متر مربع، يقع في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، مبني على الطراز الشرقي الأنيق، تحيط به غابة من الأشجار المختلفة، بينها الدفل والصنوبر والزيتون وغيرها، وإلى يمين القصر بركة سباحة تظللها الأشجار الكثيفة.

في تاريخ هذا القصر الذي شهد إعلان دولة لبنان الكبير سنة 1920م، على يد الجنرال غورو، كما تقول اللوحة المركزة على المدخل الرئيسي، أنها غابة مهملة استأجرها الفريد موسى سرسق، من بلدية بيروت، ولفترة 40 عاما، وذلك في 5 ديسمبر 1915م. ويرجح أنها غابة استعلمها الفينيقيون لبناء السفن، وكذلك الصليبيون.

هدف سرسق لإقامة كازينو وناد عثماني بحسب الرخصة التي حصل عليها، بدأ بناء القصر سنة 1916م بإشراف المهندس بهجت عبد النور، وفي أكتوبر من العام 1918م، أقام في هذا النادي عزمي بيك، ثم صار يعرف بقصر الصنوبر.

وقصر الصنوبر تحفة شرقية مشغولة بذوق رفيع، من السقف إلى الجدران، الزوايا، الثريات الشبيهة بزهرة التوليب، الرخام الفخم، البركة العثمانية، الدرج الذي يؤدي إلى الطبقة العلوية التي كانت مقفلة أمام الزوار.

أما مدخل القصر فهو حكاية فن ونقش وزخرفة، وخط عربي كوفي، وأمامه التقط كافة الزوار تقريبا صورا تذكارية.

كما طرأ تحديث على القصر مع مرور الزمن، حيث تبدل مظهر البناء، بفضل تصميم الصالة العثمانية، وصالة الموسيقى، وتوسيع الواجهتين الشمالية والجنوبية سنة 1928.

مفاوضات جرت مع بلدية بيروت منذ انتهاء عقد استئجار الأرض سنة 1964م بهدف شراء المكان أثمرت عن نتائج في سنة 1972 حيث تم توقيع الاتفاق بين محافظ بيروت شفيق أبو حيدر والسفير فونتان.

كثيرة هي الأماكن المميزة في هذه التحفة المعمارية، منها الصالون العثماني الذي يفتح مباشرة على الشرفة والحديقة، والبركة الرخامية التي تتوسطه، حيث لها مثيل في قصر بيت الدين. الفسيفساء الدقيقة التي شغل منها الخشب الذي يغطي معظم الجنبات، كذلك الألوان الدافئة للأسقف الخشبية الغنية بالنقوش اللطيفة.

الكثير من الخط العربي الكوفي توزع بعناية على واجهة القصر منقوشا على الحجر، وعلى الباب الرئيسي منقوشا على الخشب منها ما يقول، ما أكثر الأصحاب حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل، فقصر الصنوبر تحفة فنية تستحق الزيارة.