حديقة ماستر أوف ذا نتس الهادئة في سوجو

حدائق في سوجو

حدائق في سوجو

حدائق في سوجو

حدائق في سوجو

حدائق في سوجو

حدائق في سوجو

حدائق في سوجو

حدائق في سوجو

حدائق في سوجو

حدائق في سوجو

حدائق في سوجو

حدائق في سوجو

حدائق في سوجو

حدائق في سوجو

الخميس,20 أكتوبر 2016
إعداد: عبد الرحمان الحاج

بكين / مدينة سوجو التي تضم حديقة ماستر أوف ذا نتس، تلك المدينة الوادعة العامرة بالحدائق والقنوات المائية، تضم الكثير من المعالم التاريخية، وتقع على بعد لا يتجاوز 100 كيلومتر إلى الشرق من شنغهاي، فلا يزيد زمن الرحلة بين المدينتين على 30 دقيقة بالقطار فائق السرعة.

تأسست مدينة سوجو، عام 514 قبل الميلاد، على يد الملك هيلو، في عصر مملكة وو، إحدى أقدم مدن دلتا نهر اليانغتسي، وأكثرها ازدهارا.

وسوجو هذه المدينة الصينية الكبيرة، منحها موقعها بين نهر اليانغتسي شمالا، وبحيرة تيهو إلى الغرب، إمدادات وفيرة من المياه، تكفي لتغذية قنواتها وري حدائقها التقليدية التي تشتهر بها في مختلف أنحاء العالم.

ونعود لحديثنا عن حديقة "ماستر أوف ذا نتس" الهادئة في سوجو، التي تعد أحد أكثر المزارات السياحية في المدينة، فعندما تريد الهرب من مشاغل الحياة اليومية من الزحام والضوضاء فإنه عليك أن تقصد تلك الحديقة التاريخية الهادئة، التي ترتوي أشجارها من نهر اليانغتسي، وبحيرة تيهو، حيث الإمدادات الوفيرة من المياه.

وظهرت أولى الحدائق في سوجو خلال القرن السادس قبل الميلاد، ولكن المدينة شهدت، خلال ذروة ازدهارها بين عامي 1500 إلى 1700م، إنشاء أكثر من 800 من هذه البقاع الهادئة الخلابة، التي صممها علماء وباحثون لمحاكاة الطبيعة الغناء ولكن على مساحات أقل.

وتعد حديقة ماستر أوف ذا نتس، ثاني أكبر حديقة في مدينة سوجو، وتضم العديد من الممرات المرصوفة بالحصى، تقودك إلى أجنحة ومقصورات صغيرة، تتناثر في مختلف أنحاء المكان، قابعة على تلال صخرية منخفضة الارتفاع، وبفضل الأسقف المقوسة لهذه الأجنحة، تتوافر أماكن ظليلة للجالسين لنيل قسط من الراحة على المقاعد الخشبية الموجودة تحتها.

وفي وسط الحديقة، يوجد عدد من البرك التي تتصل ببعضها البعض، عبر مجار مائية ضيقة تمر أسفل جسور ساحرة، تزخر بأسماك سريعة الحركة، ذات لونين برتقالي وفضي، لتكتمل بذلك ملامح مشهد بديع وإن كان غاصا بالتفاصيل.

وغير بعيد عن هذا المكان، تجد متحف متنزه سوجو، الذي لا يحتاج زائره لشراء بطاقة دخول، وبداخل المبنى المنخفض الارتفاع، الذي شيد على طراز مينغ، يجد المرء تصميمات للمناظر الطبيعية، وضعها فنانون عملوا لحساب بعضٍ من صفوة سكان سوجو، في ظل حكم سلالتي مينغ "1368 – 1644" وشينغ "1644 – 1912".

وهناك اختلافات كبيرة بين الحدائق التقليدية الصينية، ونظيرتها الموجودة في الغرب، فالصينيون يرون أن الأوروبيين يرغبون في قهر الطبيعة والإبقاء على النباتات والشجيرات ضمن حدود وضعوها هم بأنفسهم، أما المصممون الصينيون للحدائق، فهم يسعون إلى إيجاد أقصى قدر ممكن من التناغم والانسجام بين البشر والطبيعة.

ويعني ذلك أن الشجيرات والنباتات والأشجار والزهور، في الحديقة تنمو بشكل محدد ومخطط حول الأجنحة والمقصورات وبرك المياه والجسور، لتعكس الإدراك الصيني لمفهومي التوازن والانسجام، رغم أن نموها يبدو في الظاهر وكأنه يتسم بالعشوائية.

وفي إطار الفلسفة الصينية في هذا الشأن، تلعب الصخور على وجه الخصوص دورا محوريا، إذ ترمز للجسر الواصل ما بين البشر والطبيعة.

وبرغم أن هذه الأحجار تبدو وكأنها متناثرة بلا نظام، فإن مواضعها بين الممرات التي أعدها البشر وعناصر الطبيعة الموجودة في الحديقة، مثل الشجيرات والأشجار ومساقط المياه، منتقاة بعناية بالغة.

ومن شأن زيارة الحي التاريخي محدود المساحة في سوجو، تمكين المرء من التعرف على الملامح التي كانت عليها المدينة في أوج عظمتها.