ما لا تعرفه عن ميناء "عيذاب" أهم الموانئ في العصر الإسلامي

ميناء عيذاب

ميناء عيذاب

ميناء عيذاب

ميناء عيذاب

ميناء عيذاب

ميناء عيذاب

ميناء عيذاب

ميناء عيذاب

ميناء عيذاب

ميناء عيذاب

السبت,15 أكتوبر 2016
إعداد: عبد الرحمان الحاج

القاهرة / يعد ميناء عيذاب الذي يقع في "سواكن" في الجنوب من مدينة برنيس على ساحل البحر الأحمر، في مصر، من أهم الموانئ المصرية في العصر الإسلامي.

وتأتي الأهمية الإستراتيجية للموقع، بسبب ارتباطه بطرق تجارية برية بمدن الصعيد المصري، مثل قوص أسوان، عبر طرق برية بالصحراء الشرقية، إلى جانب موقع الميناء البحري، الذي يواجه مدينة جدة على الساحل المقابل من البحر الأحمر، بالإضافة إلى غزارة المياه وعدم وجود شعاب مرجانية تعوق الملاحة البحرية كل ذلك جعل ميناء عيذاب محطة هامة لقوافل التجار والحجاج في العصر الإسلامي حتى أواخر القرن السابع الهجري.

وأكد المؤرخ المقريزي، على أهمية عيذاب في عهد الفاطميين، فيذكر أنها كانت من أعظم مراسي الدنيا، بسبب أن مراكب الهند واليمن تحط فيها البضائع وتقلع فيها مع مراكب الحجاج الصادرة والواردة وكانت البضائع تنقل من ميناء عيذاب على ظهور الأبل عبر الصحراء الشرقية إلى مدينة قوص في محافظة قنا، وبعدها تنقل في السفن النيلية إلى الفسطاط.

وفي أواخر الدولة الفاطمية، نافس ميناء عيذاب، موانئ الخليج الفارسي، فقد أصبح القاعدة الرئيسية للتجارة في البحر الأحمر والطريق البحري الرئيسي لحجاج المغرب العربي وشمال أفريقيا والأندلس.

 وشهد ميناء عيذاب، انتعاشة اقتصادية كبيرة بعد استيلاء الصليبين على أيلة، ما تسبب في غلق الطريف البري للقوافل بين مصر والشام والحجاز وتحول مسار الطريق إلى عيذاب، عن طريق قوص، حيث كانت تفرض جباية المكوس على البضائع الواردة من الحبشة وزنجبار واليمن والهند بطريق البحر، وكانت تفرض أيضا المكوس على الحجاج.

وفي عصر الدولة الأيوبية، ظل ميناء عيذاب على مكانته وذاع صيته كمعبر من معابر التجارة العالمية في البحر الأحمر وفي عام 582هـ أبطل الناصر صلاح الدين، المكوس التي كانت تؤخذ من الحجاج بمنياء عيذاب، وأجزل الهبات والعطايا لأهل عيذاب.

وفي العصر المملوكي، كان ميناء عيذاب هو شريان الحياة التجاري بين تجارة الشرق والغرب وطريق أمن لحجاج بيت الله إلى الأراضي المقدسة بمكة المكرمة، وحيث عكف سلاطين المماليك في تأمين الطرق والقوافل التجارية عبر الصحراء الشرقية وموانئ البحر الأحمر التي ترد إليها القوافل، كما كانت عيذاب تخضع لحكم سلاطين المماليك مع البجاة وكان يتم مناصفة الجباية المفروضة على البضائع بين السلطان المملوكي والجباة.