ماذا تعرف عن التمثال الفرعوني الذي يخشى السائحون زيارته

تمثال جد حر في محافظة القليوبية - مصر

تمثال جد حر في محافظة القليوبية - مصر

السبت,08 أكتوبر 2016
إعداد: عبد الرحمان الحاج

إنه تمثال من الحجر البازلتي الأسود، لكاهن فرعوني يجلس جلسة القرفصاء، تمثال "جد حر" أي "المنقذ" تغطيه بالكامل أدعية وتعاويذ سحرية مكتوبة باللغة المصرية القديمة، يعود هذا التمثال إلى العصر المتأخر أي حوالي  323 – 317 ق.م، وقد تم اكتشافه في عام 1909م بمدينة أتريب الأثرية، بمحافظة القليوبية، بمصر، وهو من أشهر القطع الفنية بالمتحف المصرى.

وهذا التمثال يحمل الصفات الفنية لما يعرف بألواح حورس الطفل، والتي ظهرت فى العصر المتأخر، وكانت تستخدم لأغراض علاجية,خصوصا في العلاج من لدغات الحيات والعقارب والزواحف السامة، الرموز المحفورة بتلك الألواح هي رموز قصد بها مخاطبة عالم آخر هو العالم النجمي.

 وكان العالم النجمي في نظر المصري القديم، هو عالم متداخل مع عالمنا وليس منفصلا عنه، وهو العالم الذي تذهب إليه الأرواح بعد الموت، وهو أيضا المصدر الذي تأتي منه كل الأشياء، وفيه أيضا تكمن أسباب كل الأمراض، ومن ثم كان الكهنة في مصر القديمة يقومون بمعالجة المرضى عن طريق الاتصال بهذا العالم، وإذا تأملنا هذا التمثال نجد أنه يحمل كل الرموز الموجودة بألواح حورس الطفل، فالكاهن يجلس، ويضع أمامه لوحة نرى فيها حورس الطفل، وهو يطأ بقدميه تمساحين يتجه كل منهما عكس الآخر.

فالمرض فى الأصل هو عبارة عن خلل فى توازن الإنسان، وما تفعله الرموز الموجودة بألواح حورس الطفل هو أنها تخاطب العالم النجمي بلغته "لغة الرمز".

وتعيد التوازن مرة أخرى إلى منظومة الطاقة لدى المريض، هذا التوازن هو الذى يساعده على الشفاء، كما نجد فوق ظهر التمثال صورة لـ"حكا" رمز السحر الأزلى، وهي الطاقة الأساسية أو البنية التحتية التي تشكل الأساس الذي قامت عليه منظومة الطاقة في الكون، وكان كهنة مصر القديمة، يعرفون كيفية التعامل مع تلك الطاقة واستخدامها في العلاج، لأنها هي الطاقة التي تستطيع التعامل مع أسباب وجذور كل ما هو موجود في عالمنا المادي.

ومن ثم كان التعامل مع طاقة التمثال وما يحمله من رموز يتم باستخدام الماء، حيث يقوم الكهنة بصب الماء فوق التمثال وتركه ينساب، ويتجمع فيما يشبه الحوض الصغير الذى يقع تحت أقدام حورس الطفل، ويترك الماء ليتفاعل مع الرموز الموجودة بالتمثال حيث يتم شحن الماء بطاقة هذه الرموز القوية، وبعدها يعطى الماء للمريض ليشربه أو يغتسل به، حيث تقوم الطاقة الموجودة بالماء بإحداث التوازن داخل جسم المريض، ومن تساعده على الشفاء.

وعلي الرغم من أن لهذا التمثال حضور قوي جدا باعتباره قطعة فنية نادرة، خاصة مع تلك الابتسامة الهادئة المفعمة بالطمأنينة والسكينة، التي تنقل للمريض مشاعر ايجابية تساعده على الشفاء، كما كانوا يعتقدون، إلا أن هذا التمثال أحدث ضجة خاصة فى الفترة الأخيرة بسبب الشائعات التى دارت حوله باعتباره تمثال مسحور، ومن ثم أحجم السائحين والمرشدين السياحيين عن زيارته أو الاقتراب منه، علي الرغم من عدم وجود دليل علي ذلك، ما يجعل هذا الاعتقاد مجرد شائعات غير حقيقية استمدت قوتها من المهارة التي كان يتمتع بها المصري القديم في استخدام السحر بكافة أنواعه، عزز هذا الاعتقاد الغموض الذي ما زال يسيطر علي أسرار استخدام المصريين القدماء للسحر.